شبعاد :
حين تستيقظ من نومها الطويل .. شيئا فشيئا تنتكس فزعة الزمن
وﺗﺰﺣﻒ ﻋﻘﺎﺭﺏ الساعة ﻟﺘﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. صباح شبعاد الملكة السومرية ذات العينين
الواسعتين ليس ككل الصباحات فقبل ولوج صباحها التموزي تتوقف حناجر الديكة عن الصياح
. . خيط الليل الأسود لا ينجلي إلى البياض والصبح لا يتنفس .. لا تزقزق الزرازير ولا
تغرد البلابل . . الكل بانتظار انفراج شفتيها الحزينتين عن تلك الابتسامة المفعمة بالتفاؤل
ومن ثم تتهيأ الشمس للإشراق .. حكايات تتلوها ألاف الحكايات ومغامرات وحصارات وحروب
أكلت اليابس والأخضر لكن ابتسامتها لم تتغير كعادتها كانت مسرح الحياة الباسم في كل
زاوية من زواياه يرقد الجمال وفي كل ركن من أركانه يولد أمل وبين كل لون من ألوانه
هناك فرشة فنان ترسم موناليزا جديدة وتعزف مونامور لأوتار سعيدة .. نصفها القديم يحمل
الأنوثة والغنج وطهارة العشق العذري ونصفها الأخر ارتداء بين طياته جلباب الأمهات
. رغم كل المآسي كانت تصنع من الآلام شفاه ضاحكات ورغم كل الدماء التي ألبستها ثوب
الحداد كانت تصنع أجيالاً قادرة على النهوض من تحت الرماد مجددا كالعنقاء .. عودي من
جديد يا أيتها الملكة السومرية .. عودي من جديد يا أيتها العنقاء العراقية وانفضي عن
كاهلك غبار عثرات الأيام الماضية وحلقي عاليا في سماء الخلود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق