حمـد يبني تلگه
الضيف حي بيه :
( 10 )
غيدة القديسة أبنة شيخ العشيرة يتصارع الرجال على كسب ودها
ويتزاحم ضجيج الحجيج حول كعبة حسنها أحبت حمد منذ عالم الذر وأتخذته لجسدها روحاً قبل
ان تلج الأرواح الأبدان دون عن كل الرجال .. وحمد أيضا أحب غيدة وتسربلها ذاتاً ولم
يبح بسر حبه لأحد كان يتهجى حروف اسمها بطلسم سومري لا يفقه لغته سوى الهور وقصب البردي
ويتلو صحائف عشقة المقدس على مويجات هسهسها (المشحوف) وتتوقد أحشائه شوقاً اليها كجمرِ
دِلال قهوته المعطرة بالهيل والتي أغرت حتى المسافرين بالقطار ليلاً والمارين بعيداً
عن بيته ان يتغزلوا بقهوته ( مرينا بيكم حمد وحنا بقطار الليل...وسمعنا دگ گهوه وشمينا
ريحة هيل ) حمد كثيراً ما كان يمرجح أحلامه بجدائل غيدة وذات مرة انتَفَخت أَودَاجه
غضباً وفزعت قطعان طيور ( الاخضيري ) عندما اندلقت أحدى جدائل غيدة في ماء الهور وتغزل
بشعرها الموج حمد أحب غيدة دون عن كل النساء .. حمد فارس العشيره وبندقيته البرنو المعلقه
على عمود البيت يعرف فتكها الجميع .. يوماً دنس الأعداء قريتهم وداسوا أرضهم انبرت
أم حمد قائلةً : لحمد اليوم يومك يوليدي .. فقلب دِلال قهوته متجوشن يْطير الزبد من
اشداقه وامتطى صهوة جواده الأشهب وتقلد لامة حربه بندقيته البرنو على كتفه والتحق بالمقاتلين
فاليوم يوم الرجال وعزف البنادق ( هَلْهِلَتْ ) أمه .. ( هَلْهِلَتْ ) أخواته وجاراته
وتمنت غيده لو أنها ( هَلْهِلَتْ ) ولكن الحياء منعها خافت أن يقول الناس أن غيده تعشق
حمد .. واختفى مع رجال القرية خلف الأفق يدل على مسيرهم غبار سنابك الخيل .. يوماَ
عاد حمد محمولاَ على صهوة جواده معه اثنين من رفاقه استقبلتهم أمه وأخواته قال: رفاقه
أن حمد قتل من الأعداء عدد كبير والبرنو زغردت في ساحات المعارك وجواده الأشهب صال
معه وجال حتى خر صريعاً .. صاحت أمه (عفيه ابني ما دنگ راسي ) .. و( هَلْهِلَتْ ) أمه
و( هَلْهِلَتْ ) أخواته النشميات ولم يمنع الحياء هذه المرة غيده أن ( تهَلْهِل )
..( فهَلْهِلَتْ ) غيده هلهولة تمتزج بدمع الفراق .. بعدها نصبت أم حمد دِلال القهوة
ونحرت الذبائح وقالت: بيت حمد يبقى بيت حمد يشم عطر قهوته المارون (بالريل) ويسمعون
دق النجر ويؤم بيته الضيوف...لأن حمد لن يموت .. حمد العراق بأكمله من شماله الى جنوبه
ومن شرقه الى غربه ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق