اوشَالْت عمر
:
(1)
أبي بلغ من الكبر عتياً وأمي كانت عاقراً نذرت إحدى عينيها
لئن آتاها الله ولداً صبياً .. بعد اليأس تزوج أبي بامرأة آخرى ولم تستطع ان تمنحه
ما كان يتمناه ولداً صالحاً يحمل أسمه ويكون لأيام شيبه عوناً ورعياً .. شاءت الأقدار
بعد زواج أبي الثاني أن حملت أمي حملاً خفيفاً فلما أثقلت أنجبتني طفلاً جميلاً وهنالك
دعا أبي ربه قال رب شكراً لك أن وهبتني غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر
عتياً .. على حين غفلة من الزمن أبصرت نور الحياة وحيداً مدللاً دلال الفقراء . أمي
المتعبة لفحت وجهها شمس البراري واحرق جلدها المتحجر ليل الشتاء البارد والطويل كانت
تقاتل العوز بيد مجذومة جنباً إلى جنب مع أبي .. منذ أول صرخة أطلقتها هلعاً من صدمة
خروجي من عالمي الصغير الآمن في بطن أمي إلى هذا العالم الكبير المتماوج بالشر وإسمي
لم أختاره ولم يخيّرونني فيه لا أعلم هل إختاروه لي أم هو إختارني ولكن الأكيد أنّه
مدّون في السماء قبل أن أولد على الأرض لازمني هذا الاسم من أول يوم ولدت فيه حيث استأجر
أبي سيارة ( تكسي ) من بيت القابلة ( أم جيار رحمها الله ) إلى قضاء بلد حيث مرقد السيد
محمد ( سبع الدجيل ) لأكون سمياً له حتى سريري ( الكاروك ) اشتراه أبي من نفس المكان
.. وما ان اشتد عودي ولامست الأرض قدمي وامتطيت صهوة أحلامي كنت غضاً طرياً حالماً
حتى صرت شاباً عفيّاً رضعت الهم محترفاً منذ نعومة أظفاري إلى أن خالط البياض السواد
؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق