الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

حكايتي مع موسى بن جعفر عليه السلام




في بعض الاحيان يصاب الانسان بنوع من الاحباط واليأس عندما تغلق امامه كل الابواب والنوافذ وتصبح نهاية النفق المؤدية الى ذلك النور الضئيل من الامل ضربا من ضروب الخيال حينها يتملكه الضعف والوهن وقد يدب في نفسه القنوط في مرحلة من مراحل حياتي أنتابني هذا الشعور . عندما تكالبت عليه الدنيا بفيضها وغيضها وتلبدت سمائي بالكديم من الغيوم الثقال وأمطرت كل مصائبها في آن واحد حتى اصبحت فريسة سهلة تتناهشني انياب ذئاب العوز والفقر من جهة وسنين الحصار الضروس والعجاف من جهة احرى , وقتها كنت لا املك عمل ومسؤوليه عائلتي الكبيره ملقاة على عاتقي فعملت لفترة وجيزة بأجر يومي مقداره ثمانية الأف دينار اسبوعيا وهذا المبلغ كان لا يمثل شي بالنسبه لتلك الايام فأغلبه اذا ما كان كله يذهب كأجرة تنقلي من البيت الى موقع عملي غير اني كنت دائما احاول اقناع نفسي بأني أعمل ( بطالة مقنعة) ورغم كل هذا كنت متماسكا وقويا وراضي بقدري والحمدلله . الى أن جاءت اللحظة التي هزمتني وحطمت كل اصراري وتماسكي كانت زوجتي كثيرا ما تشكو من آلم تحت فكها الاسفل وبالتحديد تحت الاذن اليمنى وبمرور الايام تحول هذا الالم الى ورم . ولكوني لا املك أجرة الطبيب تقاعست مضطرا ومتعذرا لها بأعذار واهية بأن هذا الشي امر عادي وطبيعي وورم عابر وانصحها بأحذ البراستول والمهدئات الى أن وصل الامر بها لحد الاختناق وصعوبة التنفس مما اضطرني أن استلف بعض المال من اصدقائي المقربين والذهاب بها الى الطبيب عندها فاجئني الطبيب بأن هذا الورم قد يكون خبيث وخطير جدا وان اجراء عمليه من هذا النوع لا يجيدها سوى طبيب واحد بالعراق لكون هذا الورم قد اخترق عصب حساس والدكتور الذي يجري هذه العمليه هو الطبيب الخاص بـ عدي صدام حسين حينها استرجعت وقلت ( يارب انا وين وعدي وين ) غير ان الطبيب لما رأى تنهداتي وحيرتي اخذته الشفقة بي وقال هذا الطبيب استاذي ولي علاقه به وسوف اتصل به واشرح له وضعك لعله يعمل لك العملية طبعا هذا الكلام بعد سلسلة مراجعات وفحوصات طويله تحملت فيها ديون كبيره . صادف في نفس الزمن استدعائي لخدمة الاحتياط فبقيت متحيرا من يذهب برفقة زوجتي الى بغداد لمراجعة الطبيب المختص فكلفت اخوها للقيام بهذه المهمة وصادف ايضا ان يكون سفرنا في نفس الليلة لا انسى تلك اللحظات عندما تركنا اطفالنا لا اب يرعاهم ولا ام تحنوا عليهم كنت احمل من الهموم ما لايعلمه الا الله تعالى . وافترقنا عند وصولنا الى بغداد حيث ذهبت زوجتي واخوها الى مستشفى الكندي وانا توجهة الى مستشفى الله الى باب الحوائج عند الله الى مولاي وسيدي موسى بن جعفر صلوات الله عليه وما ان لا مست روحي الحضرة الطاهرة تساقطت جبال همومي كأوراق الخريف فأحتضنت شباك مرقده الطاهر فلثمته بعمق جرحي ومأساتي وفاضة عيني عند اعتابه وتكلمت معه ورأيته مبتسما في وجهي كأنه يقول لي أطمئن باذن الله تعالى ستاخذ مرادك . . لا اريد الاطالة والاطناب فبعد مراجعات استمرت شهرين والتوسل بالطبيب لاجراء العمليه لانه كان يخاف على سمعته ان تموت زوجتي بيده ويقال عنه انه فشل واخيرا اقتنع بأجراء العمليه واعطى نسبة 10% ان تبقى على قيد الحياة 99% ان تشل شلل تام اذا مابقت على قيد الحياة . الى أن جاء يوم اجراء العملية واتذكر جيدا انه نفس اليوم الذي انهيت فيه خدمة الاحتياط العمليه اجريت صباحا استمرت 6 ساعات وانا وصلت الى بغداد فجر اليوم التالي فكنت اول من ايقضت زوجتي من النوم قلت لها انتِ حية قالت نعم قلت لها حركي اطرافك فحركتهم قالت ( شبيك لا تخاف حضر عمليتي علي بن ابي طالب وهو الي اجراء العمليه) وفي هذه الاثناء جاء الطبيب المختص فصعق لما رأى اطرافها تتحرك وهي على قيد الحياة فجلس على كرسي قريب قال لها احكي لي ما جرى قالت ( عندما تم تبنيجي واخذتوني الى صالة العمليات كنت خائفة جدا فوجدت رجل قصير القامة واقف في باب الصاله قال لي لا تخافي انا امامك علي بن ابي طالب لقد جاءني ليلة البارحة ولدي موسى بن جعفر يبكي وقال لي ياجدي الامر كذا وكذا وقد جاءني فلان يسال الله تعالى بحقي لشفاء زوجته وانت ياجد اقرب مني الى الله تعالى واستحي ان ارده فاذن لي الله تعالى ان اجري لك العمليه .. ما رأيت يدك يادكتور الا معلقة في الهواء ويد علي بن ابي طالب (ع) التي تقوم بأجراء العملية !!) فبكي الدكتور بعمق ونهض من كرسيه واتجه نحو الكاظمية وقال : ياسيدي ويامولاي ياموسى بن جعفر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته برغم اني ليست من شعتكم لكني مقرا بانكم باب الحوائج الى الله تعالى . . . )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق