الاثنين، 28 نوفمبر 2016

سنيكرز . . إله الشوكولاتة والحلويات

في زمن الوثنية وقبل أن تبصر الإنسانية نور الإسلام. كان العبد يصنع معبوده بيده على الهيئة التي يريدها والكيفية التي تخدم مصالحه الشخصية. في البدء كان الرب سكري العطاء وحلو المذاق (صنع بأيدي صناع مهرة ومن افخر أنواع التمر) يقيم له العبد التهليل والتبجيل أناء الليل وأطراف النهار فإذا ما جاع أكل ربه (انت مو أنت وانت جيعان ) حقيقة لا اعرف كيف كان طعم ذلك الرب ربما يكون ألذ طعما من ( سنيكرز). ومع مرور الزمن وتفتح مدارك العبد السوسيولوجية وأتساع رقعة أفكاره الصنمية رأى إن رب يصنعه من التمر ويضعه عند رأسه قبل أن ينام ليحرسه من أذى هوام ودواب الليل وما إن ينهض من نومه مشافى معافى يكون ذلك الرب وجبة إفطار شهية مع فنجان قهوة عربية. فمثل هكذا رب عاجز عن حفظ كرامة ربوبيته من بين فكي عبده على الأقل لا يستحق أن يعبد. ومن بعد ذلك تناسى الناس إلهة التمر فبدأ التفكير الجدي بإلهة تكون اكبر قوة وأكثر سطوة وأعمق تأثيرا في نفس العبد فجاء عمر بن لحي الخزامي بهبل من بلاد الشام مدعيا انه يلبي طلبات المستضعفين ويحقق تطلعات الجماهير الكادحة ووضعه في باحة الكعبة ومن ثم أتبعته القبائل العربية حيث جاءت كل قبيلة بتماثيل لأشخاص تمثل الرمزية لتلك القبيلة مثل (اللات والعزة ومناه الثالثة الأخرى) وأضفوا عليها صبغة دينية وقداسة ربانية ومنحوها ألقاب وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان وأقاموا الطقوس وقدموا القرابين عند أعتاب تلك الإلهة الحجرية لغايات وأهداف تخدم مصالح قروم القوم . مما حدا بأولئك القروم لإشاعة الجهل وتجميد عقول العامة من خلال أصنام حجرية صنعوها بأيديهم لاتنفع ولا تضر لحفظ منزلتهم السلطوية ومكانتهم الاجتماعية. في حين طرق باب من أبواب العلم يعتبر في عرف إلهتهم مفسدة كبيرة وإثم عظيم لا يمكن غفرانهما. وهذا ما حدث فعلا عندما كانت أوربا ترزح تحت سلطة رجال الإكليروس بعد انتهاء الحروب الصليبية والتي استمرت إلى العام 1444م حيث حدثت محاكمة صورية أمام محكمة الفاتيكان عام 1633م لعالم يدعى( جاليليو جاليلي ) وكل جرمه الذي أرتكبه أنه تبنى نظريات علمية ترتبط بالأرض والكواكب تتعارض مع مصلحة رجال الكنيسة آنذاك . . . اليوم وبعد مرور أكثر من 1400 سنه على هدم الإسلام للصنمية الحجرية والفكرية نرى الإنسان لم يكف عن عبادة الأصنام مع فوارق طفيفة بين صنم الأمس الذي كان يصنع من التمر تارة ومن الحجر تارة أخرى وبين أصنام اليوم والتي أصبحت من ذوات النفس المحترمة لها دم ولحم ولها (عينان ولسانا وشفتان) تتمثل بالأنظمة الاستبدادية والإيديولوجيات المنحرفة التي تسير باتجاه مغاير من تطلعات شعوبها نحو التكامل الفكري والعدالة الاجتماعية بل على العكس خلقت فيها الانحطاط الاجتماعي والثقافي والفوضى السياسية غير الممنهجة وعمدت لتكريس الجهل والأمية لكي تبقى تلك الشعوب أسيرة هوى صنميتها وتدور في فلكها الاوحد وتخدم مصالحها السلطوية والعودة بها إلى عصور التخلف والبدائية من جديد . والطامة الكبرى إن تبقى هذه الشعوب مكتوفة الأيدي تقيم صلاتها خلف عباءة الطغاة وتؤدي فريضة الزكاة وهي صاغرة بل الأدهى والأمر ان تلجم أ
فواه المتشرعة ويغضوا البصر عن تكاليفهم الشرعية أرضاءً للصنمية الهبلية وحفاظا على رزقهم ومكانتهم الاجتماعية . حتى أصبحت هذه الأصنام البشرية متخمة حتى الثمالة والملايين من عبادها يحطمهم اليأس حتى غدوا هياكل عظمية وأشباح رقمية من شدة الجوع والفقر. يسرحون ويمرحون في أرقى فنادق أوربا وأكواخ عبادهم من الصفيح تختبئ تحت ظل عماراتهم الشاهقة. وإذا ما أردت استعراض سيرة هؤلاء الأرباب لتميزهم عن سيرة مربوبيهم. فكيف لك أن تقرأ سيرة صنم تربع على عرش من جماجم أبناء وطنه عقودا من الزمن. وكيف لك أن تقرأ سيرة صنم مضى عقودا وهو جاثم على صدر شعب لا يحسب له إي حساب ولا يعده في العير ولا في النفير ويحسب نفسه فرعونا يستعين بهامان ليبني له صرح البقاء الأبدي(أنا ربكم الأعلى !! ) ويغدق على نفسه أسماء وألقاب رنانة فذاك أمير كذا.. وذا خادم كذا.. وذاك رئيس كذا.. وذا قائد وذلك زعيم.. ونحن في الالفية الثالثة ومع ذلك لازال الانسان يمارس الصنمية بكل أشكالها وأنواعها (بغض النظر عن توجهها سواء كانت بالوسط الديني او السياسي او الثقافي او الفكري) برغم كل هذا الانفتاح الإعلامي والتطور العلمي. بل اعتبرها جزءً لا يتجزأ من حياته والمساس بها مساس بذاته. وإذا ما أنتجت فكرة او قامت بعمل معين يعظمه اشد التعظيم وان قام به غيرها يذمه بأبشع الاوصاف وان فشلت في مشروع معين يبدأ بالتبرير لها ويصور الفشل نجاح وهكذا ...ولايسمح بتبرير غيره لأنه يمتلك الحصانة من النقد أو الملاحظة .. وخلاصة القول الصنمية تقديس ما لم يكن مقدس واعتباره الحق المطلق وما دونه الباطل المطلق وهي نتاج الجهل الفكري والسلوك المنحرف في الذات الضعيفة وأمام كل هذا العطاء الذي يبذله العبد يقابل بعقوق هبل الألفية الثالثة ويبقى العبيد يحنون الهامات أمام سطوة الحاكم أو سوط الجلاد جيلا بعد جيل والعبيد كدود القز يخنق نفسه بنتاج عمله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق