الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

تموز السامط والمسموط :


قبل ان ابدأ بسرد حكايتي معكم الامر يتطلب طقوساً أقرب إلى السِّحر وشعائرَ تغالي في الطهر والنقاء فمن أجل ذلك كلِّه أرجوكم أن توقدوا معي الشموع وتتلو ترانيم العشق العذري .. شابة ممتلئة الجسم ذات صدر نافر وقوام جميل وخدَّين مُفعمين بالحيوية وعينين مُشرقتَين يكتمل بحضورها السرور ويشيع مع ابتسامتها الأمن والطمأنينة في النفوس تلكم هي (عشتار) إلاهة الخصب والحبّ والجنس لدى سكان وادي الرافدين القدماء .. وهي ابنة اللإله (سين) إله القمر وأمها الإلهة ننكال وأخوها الإله (أوتو) إلاه الشمس وأختها الإلهة (إيرشيكال) إلهة العالم السفلي عالم الأموات .. ذات مرة وفي طريق العودة الى منزلها تلتقي عيناها الراعي دموزي أو (تموز كما يسميه الأكديون ) إله الرعي ويخفق قلبها لحبِّه خفقاناً ينسيها كلَّ عشاقها السابقين الذين تعرفت عليهم في الفيس بوك ومن ثم التقت به ذات ليلة عندما كانت ترقص وحدها متألقة في حلبة الرقص لامعة مثل كوكب الزهرة في سماء ربيعية. وضع يده بيدها واحتضنها فحاولت الإفلات منه راجية إياه أن يخلي سبيلها لترجع إلى أمها فقد تأخرت عن موعد عودتها إلى البيت فقال لها : ان كان لابد من عودتكِ اعطيني رقم هاتفكِ النقال كي نكمل حديثنا على الواتساب واضيفيني الى قائمة اصدقائكِ في الفيس بوك وما ان وصلت الى البيت كانت الكهرباء مطفية للتو وبعد التوسل ب (ابو المولد) شغل على مضض ( من وره خشمه ) وما ان بدأت ( بالتكنيك ) فوجئت ان الاشتراك في الانترنت قد لفظ انفاسه الاخيرة وعلى عجالة اتصلت بصاحب ( المنظومة ) ليعيد اشتراكها وما ان عاد النت تنفست الصعداء وبلهفة العشاق رنت على حبيبها تموز فتجاذب أطراف الحديث الممزوج بالاشتياق وفتح كل منهما كاميرتة للآخر حتى طفقا يخصفان عليهما من بقايا لحافهما حتى لا تبدي لَهما سوآتهمَا ( انتم افهموها ) وما هي ألا لحظات معدودة من الشغف المبلل واذا بأخيها الإله (أوتو) إلاه الشمس يخترق صمتهما المطبق ويبدد خلوتهما المجنونة ويدخل الى خدر اخته دون استئذان فيشاهد (عشتار) شبه عارية وفي الطرف الآخر من الكاميرة تموز كذلك فغضب غضبا شديدا فقال : مقولته الشهير (ويحك ياتموز لسوف اسمطك سمطا بحرارة الشمس) ومنذ ذلك التاريخ وتموز مسموط بالحر وسامطنه وياه ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق