الاثنين، 28 نوفمبر 2016

ديك جدي حنش ؟!!





أعتدنا كل مساء نقضي ( التعلولة) في بيت جدي حنش . البيت الذي كان يجمع كل ابناء القرية صغيرهم وكبيرهم على الرحب والسعة في زمن خلت ايامه من التلفزيون والانترنت ومن كل وسائل الحداثة. لكنها ايام ملؤها الطيبة والغيرة والمحبة رغم جشوبة العيش ومنغصات الحياة .. الا ان شفاهنا لم تفارق الابتسامة قط .. جدي حنش كان بمثابة الحكواتي الذي عوضنا عن كل وسائل الاعلام وما تقدمه اليوم من سموم ومهازل لأسقاط شخصية الشباب من خلال الصور والالفاظ الخادشة للحياء .. ذات مساء كنا منتظرين لحكاية جديدة من حكايات جدي حنش فبعد ان اكمل شرب (استكان الچاي) ولف السيجارة كعادته في كل مره قبل ان يبدأ بسرد حكايته قال : ورثت عن ابي (زاير عفريت) ديك وكثيرا ما اوصاني بالعناية بهذا الديك ولا اعرف سر هذا الالحاح في التأكيد على هذه الوصية وبعد ان حان اجله وهو على فراش الموت يحتضر قال: ادنوا مني فدنوت منه قال: (يبه حنيش هلله هلله بالديچ) بعدها فاضت روحه الطاهرة بين يدي رحمه الله ولازالت كلماته ترن في أذني طبقت وصية والدي بحذافيرها غير ان هذا الديك كان ديك شرساً ومزعجاً جداً ظالما وطاغية لا يرحم ديوك القرية فكان الكل يهابه ويخاف منه . في أحد الايام طرق بابي جاري العزيز شاكياً من ديكناً المراهق المزعج قائلا: لقد حول هذا الديك حياتنا الى جحيم بسبب صياحه فليس له وقت معتاد (يعوعي بيه) فقد افزع مضاجعناً ( طير النومه من عيونه) فقلت له ( ما يكون خاطرك الا طيب جاري العزيز) وفي اليوم التالي ذبحت الديك مخالفاً وصية ابي رحمه الله وعزمت جاري عليه وبعد الانتهاء من الوليمة قلت لجاري بعد اليوم لن تسمع ديكي (يعوعي) ويزعجك لأنه للتو اكلنا لحمه هنيئاً مريئاً .. فشكرني جاري وقال سوف انام الليلة قرير العين وفي صباح اليوم الثاني طرق الباب وإذا بجاري العزيز يشكو من عدم النوم قلت ما بك؟ قال (لو ظالين على ديچك ارحم ) قلت لماذا ؟ قال: لان كان ( بس ديچك يعوعي ) واليوم المئات من الديكه ( تعوعي) قلت لان ديكي كان ( امسكت كل هاي الديوچه ) .... (هسه احنه لو ظالين على ديچنه المراهق والمسودن مو أحسن من هاي الديوچه الخكريه ) رحمك الله يا جدي حنش كنت حكيما . . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق