الجمعة، 25 نوفمبر 2016

لماذائيات حمــد الازلية :

(4)

حمد (مكَرود) لازال يفكر بعقلية البسطاء وفطرة السذج فالريل وليل المحطات والطواشات و المضايف ورائحة القهوة وشم الهيل هي كل ثقافته الميكافيلية وفلسفته الأفلاطونية أسئلته المقرفة ولماذائياته السفسطائية دائما ما تثير حفيظتي وتصيبني بدوار البحر الذي لم اعتد ركوبه منذ طفولتي الصحراوية . لكني كلما أحسست بتلوث نفوس الناس بفايروس الكراهية والجشع أجد قدمي تقودني إلى ذلك الطريق الترابي الوعر والذي ينتهي دائما بتلك القرية الكوخية المهجورة . فجأة ودون إي مقدمات أجد نفسي في ضيافة ذلك الوجه الشاحب والملامح الباهتة التي إعيائها النصب. حمد مضيفه قلبه المُمتلئ بالطيبة وحُب الوطن. كعادته في كل مرة أزوره فيها تنهال عليه أسئلته الكثيرة ولماذائياته المحيرة ففي أخر زيارة له كان متلعثم ومرتبك يعلو محياه الغضب ويتصارع في داخله الشك قال بامتعاض :
لماذا دمرت أمريكا برجي تجارتها واتهمت الآخرين؟
- حتى تحول الأوطان إلى مخيمات لـ اللاجئين
لماذا نحن متأخرون عن ركب الحضارة ؟
- لأننا قتلنا علمائنا ومفكرينا ومبدعينا وسلمنا زمام أمورنا لحكام جاهلين
لماذا أصبحنا في وطننا مشردين؟
- قانوننا في إجازة طويلة عن العمل والقضاء في سبات مع النائمين
لماذا حكامنا فاسدون؟
- لأننا بأيدينا صنعنا الطواغيت والمجرمين
لماذا نحن صامتون ؟! ألسنا بلد الحضارات. بلد الأنبياء والمرسلين. بلد الأئمة والصحابة المنتجبين. بلد الشعراء والعلماء والكتاب والمثقفين
- يا حمد نحن بلد البهارات لا الحضارات هدمنا قبور الأنبياء والأئمة المعصومين شردنا الأدباء والأطباء والموهوبين مهووسون بالطائفية مظاهرتنا مصلحيه حبنا للوطن كذبة نيسانيه برلمانينا سراق فساد وسياسينا معممين امتهنوا (الحرمنة) باسم الجهاد والدين وشعبنا بات يؤمن بنظرية الحمرنه التي تقول إن أصل الإنسان حمار. كفاك ثرثرة ياحمد فقد أوجعت راسي أثرت مواجعي القديمة التي لا تريد أن تهدا وحركت الدمع في مقلتي . . .
عذراً سيدي. أتريد فنجانا أخر من القهوة ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق