الاثنين، 28 نوفمبر 2016

أحــديده عــن الطنـطـل :



كثيراً ما حدثتنا عجائزنا عن الطنطل عندما كنا صغاراً .. ما زلت أتذكر جيداً الرهبة والخوف اللذان ينتاباني عندما أكون لوحدي أو في مكان مظلم من خطر بروز هذه الشخصية الأسطورية أمامي فجأة .. لا أعرف لماذا استحضرت ذاكرتي من بين كل ذكريات الطفولة هذه الشخصية المرعبة ! ربما لأني تذكرت حكاية أحد الأصدقاء الذين غادروا الوطن مؤخراً فتكبدوا عناء السفر من غير فائدة ومن ثم عادوا بخفي حُنَيِن .. وحكاية صديقي تتلخص بالتالي : ( حصل على الإقامة في السويد وچان بالعراق يدخن كل يوم باكيت جگاير ومن أجه للسويد صار يدخن أربع باكيتات يوميه ويشتغل ليل نهار حتى يوفي الديانة.هذا المسكين دايخ ما يدري شيسوي يدور على شقه يسكن بيهه ولو بغرفة وحدة وفد يوم وهو يمشي على خانك يا دهر لگه قوري مشمور بالزباله فأخذه ومسحه ابوصلة بازة لا تسألوني امنين جاب البازة بالسويد ما ادري .. المهم اخذ القوري او مسحة فطلعلة من القوري بخار ثم ضباب فگال وي نفسه مناعيل الوالدين أهل السويد چايهم يبقى حار حتى لو بات بهاذ الجو البارد .. وره اشويه طلعله من نص الضباب طنطل عيونه شاخصة بالحق وراسه يطخ بالغيم ولحيته داعشيه وصدره چنه صدر لوري اقچم .. مصلخ بس لاف وزره على وسطه يغطي بيهه فقط ما حرم الله ظهوره على الشاشة العريضة .. وبدون مقدمات راح يصيح مثل طرزان بالغابه...شبيك لبيك عبدك بين أديك..صاحبنه العراقي مات من الخوف وتكوم بالگاع اوچان يرجف (مثل سعف نخل البصرة الخاوي من گد العطش وعدم الاهتمام) .. والعرگ بده يغطي وجهه لا اگلكم ولا اتگلولي بال على روحة من گد الخوف المهم صاحبنه فكر وي نفسه وگال بس لا يطلع هذا الطنطل قشمريات مثل طناطل جماعة المنطقة الخضراء وناصب عليه واليوم ينلعب بيه طنب وتشتغل الدفرات والقنادر وأنعلس علس بهذي الليلة السودة . الطنطل شاله من ياخته وگاله: لك أرفع راسك أنته عراقي وابو الغيره قشمر أغبر مو دا أگول شبيك لبيك عبدك بين أديك ...متحچي وتخلصني مو متت برد وأنا مصلخ والسويد شوارعهه مغطايه بالثلج أذا اتمرضت ماعندي فلوس اروح للمستشفى ووزارة الصحة رافعه التسعيرة .. طرطور تبقى متفتهم .. صاحبنه العراقي بلع ريگه وگال: عمي طنطل فدوه أروح ألهل طول وألهل جهره أنا صارلي شهرين دايخ أدور على شقه بلكت تحچي وي الحكومه ينطوني شقه أسكن بيه... الطنطل شمره صاحبنه علگاع وصفن صفنة طويلة ( صفنته چبير العمر من يذكر شبابه) او چان ايگله: لك أنته صدگ أطباگات وأرعن ..هيه لو أكو حكومة صدگ وتباوع لشعبهه چان أنا اسكن بهذا القوري .. طلع صاحبنه الطنطل هم عراقي . . ) فرباط السالفة

عندما تغفل الحكومة والحكام عن القضايا الأساسية والمصيرية للدولة والشعب من المفروض أن توخزهم شعوبهم وخزة موجعة توقظهم من سباتهم قبل فوات الأوان ليتفادوا ما فاتهم او يتداركوا بعض مما يمكن إنقاذه. والوخزة نقصد بها التظاهرات والاحتجاجات والتعبئة الجماهيرية وتحفيز وسائل الإعلام لتأخذ دورها في توعية الرأي العام المحلي. وإذا غفل الشعب أو تغافل عما يخص قضاياه المصيرية تحولت المسئولية على وسائل الإعلام باعتبارها السلطة الرابعة والمعبر الحقيقي عن تطلعات وآمال الشعوب أما إذا كان الإعلام بوقاً من أبواق الحكومة ومصلحته فوق كل شيء ولا يجرؤ على إيقاظ الحاكم من سباته أو توعية الشعب بحقوقه وهذا من صلب واجباته تحولت المسئولية تلقائيا إلى النخب المثقفة والطليعية في المجتمع وإذا تعطلت كل هذه الوسائل فحضر الكفن واقرأ الفاتحة على مصير هذا الوطن وهذا الشعب .. واليوم وصلنا إلى قراءة سوره الفاتحة على روح الوطن والمواطن بل الادهى والامر متنه وشبعنا موت كيف لا يكون ذلك وقد أصبحت الحكومة وكل سلطاتها والإعلام وحتى الشعب أحديده عن الطنطل . . فالسلام على ايام الطنطل وعلى ايام زوجته السعلوه ؟!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق